Me alone...
Sunday, February 15, 2009
  لو أنك ما كنت بكل حنان الدنيا..
سيدي أبو ساري
مرت ثلاثة أشهر
الحياة بدأت تأخذ مجراها المعتاد
لازلت مبتئسة.. في خلوتي
رغم رضاي بالقضاء وتعايشي مع الواقع
وغيابك لازال محدثاً في قلبي فراغاً بحجم الكون

كنتُ، وندى تخبرني، والألم يصبغ حديثها بالسواد: "أشعر أن قلبي منسحق
وكأن من أخرجه من صدري واعتصره.. ثم أعاده"
موافقٌ احساسي لها
أشعر فعلاً أن قلبي مهشّم.. محطّم
فرحيل سارة أحدث اصابةً بالغة عانينا كعائلة من جرّائها ست سنوات وتسعة شهور مرت كالدهور المظلمة
وغيابك أنت أتى على بقية القلب المتهالك

رضيتُ برحيلك
أنا دعوتُ الله أن ترحل
كان أهون على نفسي أن تغدو في حياتي ذكرى فقط
جميلة رغم كل ما شابها..جميلة بكل معاني الجمال
وكل ما ينطوي فيها
آثرت أن أنظر إلى صورتك الضاحكة
فتدمع عيناي..وأترحّم عليك
آثرت رحيلك الصاعق المفاجيء
الـ لم يمهل عقولنا فرصة الادراك
ولا الطعنات المتوالية المسددة لروحي كل لحظة فتحتَ أنت عيناك الطفولية فيها
تنظر إلي.. ولا تراني
أعلم أنك لم تكن تراني
ولا تسمع ترجّي الباسم الذائب في جزعه ولوعته.. أن تعود إليّ

"عٌد إليّ..اشتقتك أنا
وأتمنى الوثوب بجانبك على السرير الأبيض
اشتقت أحضانك.. ورائحتك الـ أعشق
ضحكاتك.. لفتاتك.. وأغانيك.."

الحياة لا تزيدني إلا مللاً
برحيلك.. لاشيء يدعو للبهجة
ولا أجد متعةً في وجودي
انتهت برحيلك الحياة
وأشعر أنني لا خيار لدي سوى أن أعيش
ليس بيدي سوى أن أعيش
حتى ألقاك

كل التفاصيل الصغيرة تذكرني بك
أنت الـ ما غبت عني منذ افترقنا
كل الأحاديث الصغيرة تذكرني بك.. وأشبهك
تشبّهت بك..على سهوٍ مني تشبّهت بك
كلمة "حبيبي" التي أحدّث بها القط.. أثارت للتوّ كل الشجن في نفسي
واستدعت دموعي
اشتقت لحنانك.. واحتوائك..وتدليلك
برحيلك انتهى العالم
أخبرني ما الذي يجمّل الأيام ويدعو لاستمرارية الحياة؟


لازلت لم أبكيك
لازلت لم أفرّج عن فقدي.. وفجيعتي.. ومصابي فيك
أزعم أن لا سبب يدعوني
وذاتي مقتنعة تماماً أني ما انقطعت صلتي بك
أنت فقط سبقتني
وأنا لاحقة بك
أنا لاجئة إليك.. من وجع خسارتك
أعلم أن الله سيجمعنا
موقنة أن كما حباني الله بك في الدنيا..لن يعدمني رفقتك في الآخرة


أفتقدك
ولازلت لا أعي كيف انقضت السنون بجانبك كأنها سويعات
لازلت أذكر يوم ميلادي الثامن عشر
ابتسامتك ومداعبتي لك: "18 سنة عايشة ف عزك!"
فكيف انقضت السنون؟

وكيف رحلت..؟
هكذا بكل بساطة.. وهدوء.. وعجلل انسللت..؟

لازال في خاطري الكثير لأخبرك
ولازال في الوقت متسع أكثر لنتنزّه سوياً.. ونسافر سوياً
ونتخاصم ونتصالح سوياً.. ونضحك سوياً
ولازال في العمر ذكريات أكثر.. لنتقاسمها سوياً
وما انقضت من نفسي رغبة التدثّر بأحضانك
وتقبيلك عشرات المرات
لم أكتفي.. ولم أملّ
وبي احساس مرير بالفقد
وكأنك سُرقت مني
فلم أحظ بتوديعك
ولا بعناقك العناق الأخير


تدخل مجد لتسألني، وبملامحها معنى لا أفهمه: "مصدّقة انه مات؟"
- "لأ.. حاسة انه حيدخل عليّ الغرفة بعد شوية
أو حسمع مفتاحه على الباب ورزعته بعد شوية
أو حيجي يقول: ها نويّر.. اش نتعشّى اليوم؟؟
- انت اش تبغى ياقمر؟
- بس ولاشي.. مالي نفس.. هاتي "وصلة عيش" بس

اشتقت اتصالاتك كل صباح
اشتقت صوتك الصباحي المتثائب
غايته فقط الاطمئنان عليّ
اشتقت أغانيك.. و"صريخك" وغضبك الـ ما يلبث يختفي.. وضحكاتك
حتى فجعاتك لي.. اشتقتها حد البكاء!"

حزري كم السكر اليوم؟"
"كم؟"
"300"
"أرحمني يا بابا!!!"
وضحكات صوتك تستفزني: "ليه مو كويّس؟؟.. أضحك عليك.. 180.. كويّس صح؟
هوّا الدكتور قال لحد 200 كويّس"

حتى انخلاع قلبي عليك في مرضك.. اشتقته!!
فكيف رحلت..؟


لا طفولة كطفولة قلبك
ولا براءة كبراءة ابتسامتك
ولا طُهر كطُهر روحك..ونقاءك
وبياض نفسك..وحُلمك
وصفاء سريرتك
ولاشيء ولا أحد يشبهك
ولا قيمة لأي شيء دونك..ولا معنى للحياة بلاك

لا أفتأ أذكر ساري ممسكٌ بكفك.. ويهمس لك: "أحبك يا بابا.."
ولازلت أسترجع، بأسى، هاجر وهي تناولك الفرشاة لتمشط شعرك كما تحب.."من ورا كمان يا بابا.."
فهل كنت تستشعر قلقنا المُبطن.. ولوعتنا ولهفتنا عليك؟؟

لازال وجهك المُتعب الحزين يثير في نفسي منتهى الألم
ولازالت كلماتك: "وصيّتكم الولد - عبدالله - حقّي".. تبعث الهمّ في نفسي
وما انفكّت ذكرياتي الأخيرة معك تتداعى بعلقمها وتنداح من خاطري
حتى تتركني أكابد غصّة الفقد
ووجعه
وحُرقته
والشتات واليُتم من بعدك

أحسبني ما انتهت للتوّ طفولتي معك
.ما انفطمت من حجرك وقبلاتك
لو أنك ما كنت بكل حنان الدنيا
لو أنك ما كنت بكل العاطفة والحب وكفايتي عن الآخرين بك.. والاحتواء
لكان فراقنا أهون
ولكان عزائهم لي فيك.. أخف وطأة

"طلال حبيبي.. أحبك كتير"
ماما - يوليو 2008

جُعلت من شهداء الفردوس الأعلى
وجُعلت القبور خير منازلك



اللهم اغفر لطلال ابن خيرية وارحمه وعافه واعف عنه، وتجاوز عن سيئاته، وأكرم نزله ووسع مدخله..واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم إن كان محسناً فزد في احسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته
اللهم أدخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب
اللهم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته..اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقرّ بها عينه
اللهم إنه صبر على البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فإنك القائل "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب"
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين
آمين
نوفمبر 2008
 
I thought I exist!

My Photo
Name:
Location: Jeddawiiah, Al 7ijaZz, Saudi Arabia

Self-righteous! Pretentious! Malicious!


November 2006 / December 2006 / January 2007 / February 2007 / March 2007 / April 2007 / June 2007 / September 2007 / October 2007 / November 2007 / December 2007 / January 2008 / April 2008 / June 2008 / September 2008 / February 2009 / October 2009 / August 2010 / February 2012 /


Powered by Blogger

Subscribe to
Posts [Atom]